كشف رجل الأعمال الذي قدم سجادا إيرانيا هبة للمسجد الكبير الذي يبني بالعاصمة الجزائرية أن ‘12000 متر مربع من السجاد الإيراني ينتظر من القائمين علي المسجد من أجل أن تفرش به قاعة الصلاة’.
وتوصل مراسل إرنا بالجزائر إلي الشخصية التي قدمت هذا السجاد هبة منها إلي المسجد الأعظم ويتعلق الأمر برجل الأعمال والمهتم بالتحف والقطع الأثرية ‘سليم بشة’، وهو أحد كبار الموثقين في الجزائر وسبق له أن تبرع بعدة تحف أثرية وفنية للمتاحف الجزائرية، وقد آثر أن تكون هبته في الكتمان.
وأوضح سليم بشة الذي وافق بعد إلحاح علي التصريح لـ (إرنا) أن ‘هذا السجاد اقتني بـ 6 ملايين يورو من منطقة ‘نايين’ وهو سجاد ذو جودة راقية، ومن منطقة ‘كاشان’ المعروفة بصلابة سجادها’، مشيدا بالسجاد والفرش الإيراني ‘الذي لا تضاهي فيه إيران أي بلد’، مشيرا إلي أنه ‘انتقل بنفسه إلي إيران للقاء مصنعيه واقتنائه’.
وعلي الرغم من الكلفة المرتفعة لهذا السجاد، إلا أن الأستاذ سليم بشة اعتبر أن ‘الثمن كان معقولا جدا، بالنظر إلي الكلفة التي فرشت بها مساجد أخري في العالم بالسجاد الإيراني’، مشيرا إلي أن ‘السجاد الإيراني تحفة فنية فترة حياتها غير محدود وتزداد قيمتها كلما تقدم بها الزمن، وتتضاعف 3 أضعاف بعد مرور 50 سنة وإلي 10 أضعاف بعد 100 سنة’.
ويري الأستاذ سليم بشة أن هذا السجاد ‘يعد استثمارا جيدا للمسجد الكبير، وفي حال أردنا تجديد الفرش بعد 50 سنة، فإن بيعه يمكنه أن يضمن سجادا جديدا من النوع نفسه’.
وعن اختيار السجاد الإيراني لتقديمه هبة للمسجد الكبير عوض سجاد من بلد آخر أو سجاد اصطناعي، قال الأستاذ سليم بشة ‘إن الأمر يتعلق بمشروع حضاري وثقافي كبير أطلقه رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة، سيكون ثالث أكبر مسجد بعد الحرمين المكي والمدني، ويجب أن يكون فرشه في هذا المستوي، وفي مستوي يوم تدشينه حيث ستحضر عدة شخصيات وطنية ودولية، وتقديم سجاد إيراني يعد تحفة فنية يعطي صورة علي الذوق الفني للجزائريين’.
في السياق نفسه أشار الأستاذ سليم بشة إلي أن ‘السجاد الاصطناعي له فترة حياة صغيرة جدا، ويجب أن تستبدل لدواعي النظافة مرة كل سنتين، وهو ما ينجر عنه مصاريف علي المدي المتوسط’. كما أن ‘تحفا فنية أصلية وقطعا فريدة من نوعها وذات قيمة كبيرة، تعطي بعدا فنيا مخالفا للنمطية التي في السجاد الاصطناعي’.
وعن سبب اختيار فرش قاعة صلاة بعدة قطع وليس بقطعة سجاد واحدة، نبه الأستاذ سليم بشة إلي أن ذلك كان بطلب من المسؤولين الجزائريين، إذ أبلغت وزارة الشؤون الدينية والأوقاف، في بيان لها، بضرورة أن يكون فرش قاعة الصلاة بعدة قطع سجاد وليس بقطعة واحدة’.
وأشار الأستاذ سليم بشة إلي أن الفرش بعدة قطع ‘يمكن من لف السجاد من أجل تنظيف الأرضية’، موضحا أن ‘أكبر قطعة من السجاد مساحتها 560 مترا مربعا’
وردا عن الأخبار التي قالت إن السجاد تلف بسبب سوء الحفظ، كشف الأستاذ بشة أنه عرض السجاد في ميناء جاف وتم تصويره من فوق، وأنه في حالة جيدة جدا ولم يصبه شيء’.
للإشارة، فإن الأستاذ سليم بشة موثق وخبير قانوني، كرس سنوات من حياته وجزء من ماله لاقتناء التحف الفنية النادرة والمجموعات الثقافية، قدم أغلبها هبة للمتاحف الجزائرية بقيمة، تقول مصادر إنها بلغت 100 مليون يورو.